يوم الجمعة.. خير الأيام
+2
توهامي72
yanodida
6 مشترك
:: ديننا الحنيف :: القران الكريم
صفحة 1 من اصل 1
يوم الجمعة.. خير الأيام
بدر عبد الحميد هميسه
يوم الجمعة هو خير الأيام وسيدها، ويكفيه شرفاً وفخراً أن الله تبارك اختصه بالذكر والثناء في كتابه الكريم فقال عز من قائل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[(9) سورة الجمعة].
عَنْ أبي هُِرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
((خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ))
[أخرجه أحمد 2/401(9196) ومسلم3/6].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((سَيِّدُ الأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ،
وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ)) [أخرجه ابن خزيمة (1728)].
ويوم الجمعة هو منحة الله - تعالى- وهبته لهذه الأمة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالاَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ،
فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا، فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، والأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا،
وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلاَئِقِ))[أخرجه مُسْلم 3/7(1936 و1937)].
قال كعب الأحبار: ما طلعت الشمس من يوم الجمعة إلا فزع لمطلعها البر والبحر والحجارة، وما خلق الله من شيء إلا الثقلين.
[رواه عبدالرزاق في مصنفه 3/552].
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - في قوله - عز وجل -: " ولدينا مزيد " قال: يتجلى لهم في كل جمعة.
ومن هنا فقد شدد النبي - صلى الله عليه وسلم - على من يتهاون في ترك صلاة الجمعة دونما سبب أو عذر مشروع،
فعن الحكم بن ميناء أنه سمع ابن عباس وابن عمر يحدثان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على أعواد منبره:
((لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم وليكونن من الغافلين))[الألباني: صحيح، ابن ماجة (794)
مختصر مسلم (426)، صحيح الجامع (5480)].
وليوم الجمعة فضائل كثيرة منها أن فيه ساعة تفتح فيها أبواب السماء فيستجاب الدعاء ويقبل الرجاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: ((فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا،
إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا))
[أخرجه أحمد 2/485(10307) والبُخاري935 ومسلم1922].
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لاَ يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ،
يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ، بَعْدَ الْعَصْرِ))[أخرجه أبو داود (1048) و"النَّسائي" 3/99].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ،
وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْهُ، فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللهَ بِخَيْرٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ،
وَلاَ يَسْتَعِيذُ مِنْ شَرٍّ إِلاَّ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْهُ)) [أخرجه الترمذي (3339)].
ومنها: أن يوم الجمعة سبب في تكفير السيئات ورفع الدرجات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِر))
[أخرجه أحمد 2/484(10290) ومسلم1/144].
قال العلماء معنى المغفرة له ما بين الجمعتين وثلاثة أيام أن الحسنة بعشر أمثالها وصار يوم الجمعة الذي فعل فيه هذه الأفعال الجميلة
في معنى الحسنة التي تجعل بعشر أمثالها. ولما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكفارات
قال: ((الْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ خِلاَفَ الصَّلَوَاتِ، وَإِبْلاَغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ،
قَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّه))[المسند الجامع 46/373].
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَاهُ الله فِتْنَةَ الْقَبْرِ))
[أخرجه أحمد 2/169(6582) و"التِّرمِذي" 1074].
من آداب يوم الجمعة:
هناك آداب وأخلاق يجب على المسلم أن يراعيها ويلتزم بها في يوم الجمعة، وقد نبهما الإسلام إليها وحثنا عليها ومنها:
1- الاغتسال والتطيب:
قال - تعالى -: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ
الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
[(31) (32) سورة الأعراف].
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: ((الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكُ، وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ))
[أخرجه أحمد 3/30(11270)].
وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنَ الْحَقِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَغْتَسِلَ أَحَدُهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،
وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ طِيبٌ، فَإِنَّ الْمَاءَ أَطْيَبُ))
[أخرجه أحمد 4/282(18680) والتِّرْمِذِيّ" 528].
وعن عبد الله بن أبي قتادة - رضي الله عنه – قال: دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة، فقال: غسلك هذا من جنابة
أو للجمعة قلت من جنابة قال أعد غسلا آخر إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى))
[رواه الحاكم (1044) في السلسله الصحيحه (2321)].
قال أبو حاتم: قوله - صلى الله عليه وسلم -: لم يزل طاهرا إلى الجمعة الأخرى؛ يريد به من الذنوب لأن من حضر الجمعة
بشرائطها غفر له ما بينها وبين الجمعة الأخرى.
2- التبكير في الذهاب إلى الصلاة:
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ. عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، قَعَدَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ،
فَيَكْتُبُونَ النَّاسَ، مَنْ جَاءَ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَرَجُلٌ قَدَّمَ جَزُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ شَاةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ دَجَاجَةً،
وَرَجُلٌ قَدَّمَ عُصْفُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَيْضَةً، قَالَ: فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَجَلَسَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ))
[أخرجه أحمد 3/81(11791)].
عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَغَسَلَ أَحَدُكُمْ رَأْسَهُ، وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ غَدَا،
وَابْتَكَرَ، ثُمَّ دَنَا فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ خَطَاهَا كَصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامِ سَنَةٍ))[أخرجه أحمد 4/8(16261)].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((عَلَى كُلِّ بَابِ مَسْجِدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ مَجِيءَ الرَّجُلِ،
فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، فَالْمُهَجِّرُ كَالْمُهْدِى جَزُورًا، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الْبَقَرَةِ، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الشَّاةِ، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي
الدَّجَاجَةِ، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الْبَيْضَةِ)) [أخرجه أحمد 2/263(7572) والبُخاري3211)].
3- الصلاة ركعتين عند دخول المسجد:
عنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ،
فَقَالَ: ((إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ خَرَجَ الإِمَامُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ))
[أخرجه أحمد 3/369(15022) و"البُخَارِي" (1170) و"مسلم" 3/14(1977)].
عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَعَدَ سُلَيْكٌ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟)) قَالَ: لاَ، قَالَ: ((قُمْ فَارْكَعْهُمَا))[أخرجه أحمد 3/363(14968)
و"البُخَارِي" في (جزء القراءة) 159 و"مسلم" 3/14 (1978)].
4- الإفساح للناس وعدم تخطي الرقاب:
عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: ((لاَ يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ لِيُخَالِفْ إِلَى مَقْعَدِهِ فَيَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ يَقُولُ: افْسَحُوا))
[أخرجه أحمد 3/342(14741) و"مسلم" 7/10(5739)].
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ)). [أخرجه ابن ماجة (1115)].
5- الإنصات إلى الخطبة وعدم اللغو:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا))
[أخرجه البُخاري934 ومسلم1918].
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَبَارَكَ، وَهُوَ قَائِمٌ، فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ اللهِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ،
أَوْ أَبُو ذَرٍّ يَغْمِزُنِي، فَقَالَ: ((مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ؟ إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهَا إِلاَّ الآنَ؟. فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: سَأَلْتُكَ
مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ، فَلَمْ تُخْبِرْنِي، فَقَالَ أُبَيٌّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلاَتِكَ الْيَوْمَ إِلاَّ مَا لَغَوْتَ،
فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ أُبَيٌّ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: صَدَقَ أُبَيٌّ))[أخرجه ابن ماجة (1111)].
6- الإكثار من الذكر والدعاء:
قال - تعالى -: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
[(10) سورة الجمعة].
عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ قَالَ: قُلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – جَالِسٌ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ
لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّى يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَأَشَارَ إِلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ، قُلْتُ: أَىُّ سَاعَةٍ هِىَ؟ قَالَ: ((هِىَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ))
قُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلاَةٍ، قَالَ: ((بَلَى إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ لاَ يَحْبِسُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ))
[أخرجه أحمد 5/451(24189) و"ابن ماجة" 1139)].
7- قراءة سورة الكهف:
عن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين))
[سنن البيهقي الكبري(5792) حديث رقم: 6470 في صحيح الجامع].
8- الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ،
وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟
- يَعْنِى بَلِيتَ - فَقَالَ: إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ))
[أخرجه أحمد 4/8(16262. والدَّارِمِي (1572) و"أبو داود" 1047 و"ابن ماجة" 1085].
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلاَئِكَةُ،
وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلاَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلاَتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا. قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ
أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ، فَنَبِيُّ اللهِ حَيٌّ يُرْزَقُ))[أخرجه ابن ماجة (1637)].
من محظورات يوم الجمعة:
هناك بعض المحظورات والمخالفات التي يقع فيها بعض الناس في يوم الجمعة وقد نبهنا الإسلام إليها ومنها:
1- ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها:
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: وَهُوَ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ:
((لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيَكُونَنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ))
[أخرجه النسائي 3/88، وفي "الكبرى" 1670].
2- السهر ليلة الجمعة إلى ساعات متأخرة من الليل:
وهذا يؤدي إلى النوم عن صلاة الفجر، فيكون الإنسان بادءاً يوم الجمعة بكبيرة من الكبائر، والنبي - صلى الله عليه وسلم -
يقول: ((أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة)) [الصحيحة: 1566)].
3-ترك الاغتسال والتطيب:
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ،
فَيَرْكَعَُ إِنْ بَدَا لَهُ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ، حَتَّى يُصَلِّيَ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى))
[أخرجه أحمد 5/420(23968. وابن خُزَيْمَة (1775)].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي أَبُو الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - خَلِيلِي بِثَلاَثٍ، لاَ أَدَعُهُنَّ: ((الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَصَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ))[أخرجه أحمد 2/484(10278)].
4-التأخر في الحضور إلى الصلاة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ
يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ))[أخرجه النسائي في الكبرى1701].
وعَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قَالَ: ((تُبْعَثُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى أبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،
يَكْتُبُونَ مَجِيءَ النَّاسِ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَرُفِعَتِ الأَقْلاَمُ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا حَبَسَ فُلاَنًا؟ فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ:
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ضَالاًّ فَاهْدِهِ، وَإِنْ كَانَ مِرِيضًا فَاشْفِهِ، وَإِنْ كَانَ عَائِلاً فَأغْنِهِ))[أخرجه ابن خُزَيمة (1771)].
5- البيع والشراء بعد آذان الجمعة:
والله -تعالى- يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[(9)سورة الجمعة]، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: يحرم البيع حينئذ وكما يحرم
البيع يحرم الشراء.
6- جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية:
بل وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا،
وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا))
[أخرجه البُخاري615 ومسلم912)].
7- تخطي الرقاب والتفريق بين اثنين وايذاء الجالسين والتضييق عليهم.
وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: ((إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِ الإِمَامِ، كَالْجَارِّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ))
[أخرجه أحمد 3/417(15526)].
8- الإنشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب:
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: ((اجْلِسُوا))، فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ،
فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((تَعَالَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ))
[أخرجه أبو داود (1091)].
9- إفراد يوم الجمعة بصيام التطوع:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَبْلَهُ يَوْمٌ، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمٌ))
[أخرجه "أحمد" 2/495 (10429) و"البُخاري" 1985 و"مسلم" 2653].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: ((إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فَلاَ تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ، إِلاَّ أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ))
[أخرجه أحمد 2/303(8012)].
10- ومن أخطباء الخطباء:
تطويل الخطبة وتقصير الصلاة، فعن عمار قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: ((إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا))
[أخرجه أحمد 4/263(18507) و"مسلم"3/12(1964)].
يوم الجمعة هو خير الأيام وسيدها، ويكفيه شرفاً وفخراً أن الله تبارك اختصه بالذكر والثناء في كتابه الكريم فقال عز من قائل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[(9) سورة الجمعة].
عَنْ أبي هُِرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
((خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ))
[أخرجه أحمد 2/401(9196) ومسلم3/6].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((سَيِّدُ الأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ،
وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ)) [أخرجه ابن خزيمة (1728)].
ويوم الجمعة هو منحة الله - تعالى- وهبته لهذه الأمة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالاَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ،
فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا، فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، والأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا،
وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلاَئِقِ))[أخرجه مُسْلم 3/7(1936 و1937)].
قال كعب الأحبار: ما طلعت الشمس من يوم الجمعة إلا فزع لمطلعها البر والبحر والحجارة، وما خلق الله من شيء إلا الثقلين.
[رواه عبدالرزاق في مصنفه 3/552].
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - في قوله - عز وجل -: " ولدينا مزيد " قال: يتجلى لهم في كل جمعة.
ومن هنا فقد شدد النبي - صلى الله عليه وسلم - على من يتهاون في ترك صلاة الجمعة دونما سبب أو عذر مشروع،
فعن الحكم بن ميناء أنه سمع ابن عباس وابن عمر يحدثان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على أعواد منبره:
((لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم وليكونن من الغافلين))[الألباني: صحيح، ابن ماجة (794)
مختصر مسلم (426)، صحيح الجامع (5480)].
وليوم الجمعة فضائل كثيرة منها أن فيه ساعة تفتح فيها أبواب السماء فيستجاب الدعاء ويقبل الرجاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: ((فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا،
إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا))
[أخرجه أحمد 2/485(10307) والبُخاري935 ومسلم1922].
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لاَ يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ،
يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ، بَعْدَ الْعَصْرِ))[أخرجه أبو داود (1048) و"النَّسائي" 3/99].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ،
وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْهُ، فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللهَ بِخَيْرٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ،
وَلاَ يَسْتَعِيذُ مِنْ شَرٍّ إِلاَّ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْهُ)) [أخرجه الترمذي (3339)].
ومنها: أن يوم الجمعة سبب في تكفير السيئات ورفع الدرجات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِر))
[أخرجه أحمد 2/484(10290) ومسلم1/144].
قال العلماء معنى المغفرة له ما بين الجمعتين وثلاثة أيام أن الحسنة بعشر أمثالها وصار يوم الجمعة الذي فعل فيه هذه الأفعال الجميلة
في معنى الحسنة التي تجعل بعشر أمثالها. ولما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكفارات
قال: ((الْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ خِلاَفَ الصَّلَوَاتِ، وَإِبْلاَغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ،
قَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّه))[المسند الجامع 46/373].
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَاهُ الله فِتْنَةَ الْقَبْرِ))
[أخرجه أحمد 2/169(6582) و"التِّرمِذي" 1074].
من آداب يوم الجمعة:
هناك آداب وأخلاق يجب على المسلم أن يراعيها ويلتزم بها في يوم الجمعة، وقد نبهما الإسلام إليها وحثنا عليها ومنها:
1- الاغتسال والتطيب:
قال - تعالى -: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ
الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
[(31) (32) سورة الأعراف].
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: ((الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكُ، وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ))
[أخرجه أحمد 3/30(11270)].
وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنَ الْحَقِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَغْتَسِلَ أَحَدُهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،
وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ طِيبٌ، فَإِنَّ الْمَاءَ أَطْيَبُ))
[أخرجه أحمد 4/282(18680) والتِّرْمِذِيّ" 528].
وعن عبد الله بن أبي قتادة - رضي الله عنه – قال: دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة، فقال: غسلك هذا من جنابة
أو للجمعة قلت من جنابة قال أعد غسلا آخر إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى))
[رواه الحاكم (1044) في السلسله الصحيحه (2321)].
قال أبو حاتم: قوله - صلى الله عليه وسلم -: لم يزل طاهرا إلى الجمعة الأخرى؛ يريد به من الذنوب لأن من حضر الجمعة
بشرائطها غفر له ما بينها وبين الجمعة الأخرى.
2- التبكير في الذهاب إلى الصلاة:
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ. عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، قَعَدَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ،
فَيَكْتُبُونَ النَّاسَ، مَنْ جَاءَ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَرَجُلٌ قَدَّمَ جَزُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ شَاةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ دَجَاجَةً،
وَرَجُلٌ قَدَّمَ عُصْفُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَيْضَةً، قَالَ: فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَجَلَسَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ))
[أخرجه أحمد 3/81(11791)].
عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَغَسَلَ أَحَدُكُمْ رَأْسَهُ، وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ غَدَا،
وَابْتَكَرَ، ثُمَّ دَنَا فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ خَطَاهَا كَصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامِ سَنَةٍ))[أخرجه أحمد 4/8(16261)].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((عَلَى كُلِّ بَابِ مَسْجِدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ مَجِيءَ الرَّجُلِ،
فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، فَالْمُهَجِّرُ كَالْمُهْدِى جَزُورًا، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الْبَقَرَةِ، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الشَّاةِ، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي
الدَّجَاجَةِ، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الْبَيْضَةِ)) [أخرجه أحمد 2/263(7572) والبُخاري3211)].
3- الصلاة ركعتين عند دخول المسجد:
عنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ،
فَقَالَ: ((إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ خَرَجَ الإِمَامُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ))
[أخرجه أحمد 3/369(15022) و"البُخَارِي" (1170) و"مسلم" 3/14(1977)].
عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَعَدَ سُلَيْكٌ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟)) قَالَ: لاَ، قَالَ: ((قُمْ فَارْكَعْهُمَا))[أخرجه أحمد 3/363(14968)
و"البُخَارِي" في (جزء القراءة) 159 و"مسلم" 3/14 (1978)].
4- الإفساح للناس وعدم تخطي الرقاب:
عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
قَالَ: ((لاَ يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ لِيُخَالِفْ إِلَى مَقْعَدِهِ فَيَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ يَقُولُ: افْسَحُوا))
[أخرجه أحمد 3/342(14741) و"مسلم" 7/10(5739)].
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ)). [أخرجه ابن ماجة (1115)].
5- الإنصات إلى الخطبة وعدم اللغو:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا))
[أخرجه البُخاري934 ومسلم1918].
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَبَارَكَ، وَهُوَ قَائِمٌ، فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ اللهِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ،
أَوْ أَبُو ذَرٍّ يَغْمِزُنِي، فَقَالَ: ((مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ؟ إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهَا إِلاَّ الآنَ؟. فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: سَأَلْتُكَ
مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ، فَلَمْ تُخْبِرْنِي، فَقَالَ أُبَيٌّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلاَتِكَ الْيَوْمَ إِلاَّ مَا لَغَوْتَ،
فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ أُبَيٌّ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: صَدَقَ أُبَيٌّ))[أخرجه ابن ماجة (1111)].
6- الإكثار من الذكر والدعاء:
قال - تعالى -: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
[(10) سورة الجمعة].
عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ قَالَ: قُلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – جَالِسٌ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ
لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّى يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَأَشَارَ إِلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ، قُلْتُ: أَىُّ سَاعَةٍ هِىَ؟ قَالَ: ((هِىَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ))
قُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلاَةٍ، قَالَ: ((بَلَى إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ لاَ يَحْبِسُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ))
[أخرجه أحمد 5/451(24189) و"ابن ماجة" 1139)].
7- قراءة سورة الكهف:
عن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين))
[سنن البيهقي الكبري(5792) حديث رقم: 6470 في صحيح الجامع].
8- الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ،
وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟
- يَعْنِى بَلِيتَ - فَقَالَ: إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ))
[أخرجه أحمد 4/8(16262. والدَّارِمِي (1572) و"أبو داود" 1047 و"ابن ماجة" 1085].
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلاَئِكَةُ،
وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلاَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلاَتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا. قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ
أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ، فَنَبِيُّ اللهِ حَيٌّ يُرْزَقُ))[أخرجه ابن ماجة (1637)].
من محظورات يوم الجمعة:
هناك بعض المحظورات والمخالفات التي يقع فيها بعض الناس في يوم الجمعة وقد نبهنا الإسلام إليها ومنها:
1- ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها:
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: وَهُوَ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ:
((لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيَكُونَنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ))
[أخرجه النسائي 3/88، وفي "الكبرى" 1670].
2- السهر ليلة الجمعة إلى ساعات متأخرة من الليل:
وهذا يؤدي إلى النوم عن صلاة الفجر، فيكون الإنسان بادءاً يوم الجمعة بكبيرة من الكبائر، والنبي - صلى الله عليه وسلم -
يقول: ((أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة)) [الصحيحة: 1566)].
3-ترك الاغتسال والتطيب:
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ،
فَيَرْكَعَُ إِنْ بَدَا لَهُ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ، حَتَّى يُصَلِّيَ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى))
[أخرجه أحمد 5/420(23968. وابن خُزَيْمَة (1775)].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي أَبُو الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - خَلِيلِي بِثَلاَثٍ، لاَ أَدَعُهُنَّ: ((الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَصَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ))[أخرجه أحمد 2/484(10278)].
4-التأخر في الحضور إلى الصلاة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ
يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ))[أخرجه النسائي في الكبرى1701].
وعَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قَالَ: ((تُبْعَثُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى أبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،
يَكْتُبُونَ مَجِيءَ النَّاسِ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَرُفِعَتِ الأَقْلاَمُ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا حَبَسَ فُلاَنًا؟ فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ:
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ضَالاًّ فَاهْدِهِ، وَإِنْ كَانَ مِرِيضًا فَاشْفِهِ، وَإِنْ كَانَ عَائِلاً فَأغْنِهِ))[أخرجه ابن خُزَيمة (1771)].
5- البيع والشراء بعد آذان الجمعة:
والله -تعالى- يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[(9)سورة الجمعة]، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: يحرم البيع حينئذ وكما يحرم
البيع يحرم الشراء.
6- جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية:
بل وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا،
وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا))
[أخرجه البُخاري615 ومسلم912)].
7- تخطي الرقاب والتفريق بين اثنين وايذاء الجالسين والتضييق عليهم.
وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: ((إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِ الإِمَامِ، كَالْجَارِّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ))
[أخرجه أحمد 3/417(15526)].
8- الإنشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب:
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: ((اجْلِسُوا))، فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ،
فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((تَعَالَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ))
[أخرجه أبو داود (1091)].
9- إفراد يوم الجمعة بصيام التطوع:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَبْلَهُ يَوْمٌ، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمٌ))
[أخرجه "أحمد" 2/495 (10429) و"البُخاري" 1985 و"مسلم" 2653].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: ((إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فَلاَ تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ، إِلاَّ أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ))
[أخرجه أحمد 2/303(8012)].
10- ومن أخطباء الخطباء:
تطويل الخطبة وتقصير الصلاة، فعن عمار قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: ((إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا))
[أخرجه أحمد 4/263(18507) و"مسلم"3/12(1964)].
yanodida- عضو متميز
- عدد المساهمات : 1624
عدد النقاط : 1904
تاريخ التسجيل : 02/02/2012
رد: يوم الجمعة.. خير الأيام
بارك الله فيك أخي الكريم
توهامي72- عضو متطور
- عدد المساهمات : 749
عدد النقاط : 753
تاريخ التسجيل : 02/02/2012
رد: يوم الجمعة.. خير الأيام
جزاك الله يااخي الكريم
requin-blanc- عضو بارز
- عدد المساهمات : 1010
عدد النقاط : 1038
تاريخ التسجيل : 02/02/2012
رد: يوم الجمعة.. خير الأيام
شكرا لك أخي الفاضل على الموضوع ودمت وفيا للمنتدى بمساهماتك..شكرا.
توهامي72- عضو متطور
- عدد المساهمات : 749
عدد النقاط : 753
تاريخ التسجيل : 02/02/2012
رد: يوم الجمعة.. خير الأيام
بارك الله فيك اخي الكريم
youcef1002- عضو نشط
- عدد المساهمات : 370
عدد النقاط : 376
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 34
الموقع : الجزائر
رد: يوم الجمعة.. خير الأيام
شكرا لك يااخي
requin-blanc- عضو بارز
- عدد المساهمات : 1010
عدد النقاط : 1038
تاريخ التسجيل : 02/02/2012
رد: يوم الجمعة.. خير الأيام
جزاك الله خير اخي المحترم و اثابك من فضله
عبدالعالي43- عضو نشط
- عدد المساهمات : 514
عدد النقاط : 508
تاريخ التسجيل : 06/02/2012
رد: يوم الجمعة.. خير الأيام
جزاك الله يااخي الكريم
papa-loup- عضو
- عدد المساهمات : 174
عدد النقاط : 172
تاريخ التسجيل : 06/02/2012
مواضيع مماثلة
» غسل الجمعة
» █◄۩• يوم الجمعة ... آداب وأحكآم •۩►█
» إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة
» من تكلم حال خطبة الجمعة هل تبطل صلاته أو ينقص أجره ؟
» التنبيه على بعض المخالفات التي تحدث في صلاة الجمعة للشيخ /صالح آل الشيخ
» █◄۩• يوم الجمعة ... آداب وأحكآم •۩►█
» إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة
» من تكلم حال خطبة الجمعة هل تبطل صلاته أو ينقص أجره ؟
» التنبيه على بعض المخالفات التي تحدث في صلاة الجمعة للشيخ /صالح آل الشيخ
:: ديننا الحنيف :: القران الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى