حقوق الأم في الشريعة الإسلامية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حقوق الأم في الشريعة الإسلامية
من أهم الحقوق التي اعتنت بها الشريعة الإسلامية وشددت على الوفاء بها حقوق الوالدين-بصفة عامة-في البر والمعاملة الكريمة من الأبناء والأم –بصفة خاصة-في زيادة هذا البر من أولادها على نحو يضمن لها حياة طيبة في ظلال هذا الجو الأسرى الذي يقنن التشريع الإسلامي فيه معاني الوفاء،
ليجعل نصيب الأم في القمة من المعاملة الكريمة التي يجب أن يقوم بها الأبناء نحوها، ومن يتتبع هذا الحق المقرر للوالدين –بصفة عامة-وللأم –بصفة خاصة-
يجد أن الشارع قد سما بهذا الحق على نحو يرتفع به عن المقابلة بغيره من الحقوق، ويعطيه طابعا متميزا ،والمتأمل في طبيعة هذا الحق يكاد يجزم بأننا لسنا أمام حق عادى ،ولكننا أمام مركز متميز للآباء والأمهات أمام أبنائهم
ذلك أن أي حق من الحقوق لابد أن يحمل في طياته قدرا من الموازنة بغيره بحيث يتضمن في ذاته واجبا يقابل به ويمثل هذا حقوقا للآخرين عليه.
أما في مجال حقوق الآباء في البر المقرر على أبنائهم،
فإنه لم يأت على منوال تلك القاعدة المضطردة في الحقوق وإنما يتقرر الحق للآباء بصورة تمنع الأبناء أن يهملوا أمره ويقصروا في شأنه مهما كانت ظروف الوالدين أو مشاعرهما، أو معاملتهما نحو أبنائهما،وقد أراد التشريع بذلك أن يقنن معنى الوفاء وأن يربط بين الأجيال بما يجعل مسيرة الخير متصلة بين السلف والخلف.
لقد أمر الشارع بالمحافظة على حق الوالدين في البر بأقوى أسلوب الطلب أمرا ونهيا، بل توعد من يهمل هذا الحق من الأبناء بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة ولم يترك ثغرة يمكن أن تكون مسوغا أمام الأبناء لتضييع حق آبائهم في البر أو إهماله لأي سبب من الأسباب كقسوة الوالدين أو حتى مخالفتهما لولدهما في دين الإسلام ومجاهدتهما له على أن يشرك بالله-عز وجل-ومع ذلك فإن التشريع يقرر لهما حق البر والمعاملة بالمعروف وحسن القيام بواجباتهما،
لقول الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً )(لقمان15) ،
فرغم أن الشرك بالله جريمة جسيمة لا يقبلها الله من أحد ولا يغفرها لأحد،
كما قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) “النساء116" .
وقد يجد العقل في تلك الجريمة مبررا لإنكار حقوق الوالدين في البر بهما أو معاملتهما معاملة غير طيبة،
خاصة إذا اقترن شركهما بالله بمحاولة ثني ولدهما عن الإيمان بالقوة كما جاء في قول الله تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا) (لقمان15)
،إلا أن التشريع الإسلامي مع ذلك يحفظ لهما حق الاحترام والمعاملة الطيبة .لكنه يأمر الابن بعدم طاعتهما في أمر الإشراك بالله تعالى الذي يأمرانه به فقط،مع استمرار المعاملة الطيبة الكريمة لهما والصحبة الطيبة ومن ثم لم يدع التشريع الإسلامي أمام الابن أي مسوغ لإهدار حق الوالدين في البر بهما.
وإنه بالرغم من أن الأم تقاسم الأب مفردات حق البر المقرر لهما معا في التشريع الإسلامي،إلا أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قد اختصا الأم بقدر أوفى وأكبر من البر، بل والاهتمام الذي يجب أن تلقاه من أبنائها،لقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يسأله عن أحق الناس بصحبته،(قال صلى الله عليه وسلم أمك ،قال: ثم من؟ ،قال أمك،قال ثم من؟ قال أمك ، قال ثم من؟ قال أبوك)،
وهذا المعنى يدل على أن للأم (أي المرأة) قدرا من البر والاهتمام زائدا عن حق الأب بسبب ما لاقته الأم من معاناة الحمل والولادة والإرضاع والسهر على رعاية ولدها وتربيته، حيث إن الأبناء لم يشعروا بهذه المتاعب لأن معظمها قد حصل والولد صغير لم يميز بل وربما لم يدرك ما قدمته الأم له خلال هذه المرحلة من عمره فكانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الوجه تذكيرا للولد بالذي مضى من فضل أمه حين وصل الولد إلى مرحلة التكليف وليس هناك ما يدل على أهمية حق الأمومة ومنزلته في الإسلام من ما رواه طلحة بن معاوية السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت يارسول الله إنى أريد الجهاد،
قال:"أأمك حية؟" قلت نعم ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الزم رجلها فثم الجنة"، حيث يدلنا هذا الحديث على أن حق الأم في البر والقيام بواجبها يقدم على واجب الجهاد وهو حق عام يتعلق بحماية المصالح الرئيسية للمجتمع في مواجهة اعتداء وقع عليه من عدو.
لقد بلغ هذا الحديث بحق الأم مبلغا لا يطاول حين جعل هذا الحق مقدما على الجهاد، وحين جعل الجنة عند أقدام الأمهات،ولاشك أن ترجمة هذا الحق إلى سلوك في حياة الابن يقتضى القيام نحو الأم بكل ما يحقق رضاها، ويضمن لها حياة كريمة ومعاملة طيبة
ومن هذا الحديث يمكننا أن نستدل على أن الأم في الإسلام مفضلة على الأب، فقد روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت:قدمت أمي وهى مشركة ، فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم،
فقلت :إن أمي قدمت(جاءت) إلي، وهى راغبة(في برى) أفأصلها؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نعم صلى أمك".فالرسول الكامل العظيم،رسول الرحمة يأمرها أن تصل أمها ،مع أن الأم مشركة لاتدين بالإسلام(2). فالله تعالى يوصى بالوالدين عامة، والأم خاصة،
وقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً)"سورة الأحقاف الآية15"
ليجعل نصيب الأم في القمة من المعاملة الكريمة التي يجب أن يقوم بها الأبناء نحوها، ومن يتتبع هذا الحق المقرر للوالدين –بصفة عامة-وللأم –بصفة خاصة-
يجد أن الشارع قد سما بهذا الحق على نحو يرتفع به عن المقابلة بغيره من الحقوق، ويعطيه طابعا متميزا ،والمتأمل في طبيعة هذا الحق يكاد يجزم بأننا لسنا أمام حق عادى ،ولكننا أمام مركز متميز للآباء والأمهات أمام أبنائهم
ذلك أن أي حق من الحقوق لابد أن يحمل في طياته قدرا من الموازنة بغيره بحيث يتضمن في ذاته واجبا يقابل به ويمثل هذا حقوقا للآخرين عليه.
أما في مجال حقوق الآباء في البر المقرر على أبنائهم،
فإنه لم يأت على منوال تلك القاعدة المضطردة في الحقوق وإنما يتقرر الحق للآباء بصورة تمنع الأبناء أن يهملوا أمره ويقصروا في شأنه مهما كانت ظروف الوالدين أو مشاعرهما، أو معاملتهما نحو أبنائهما،وقد أراد التشريع بذلك أن يقنن معنى الوفاء وأن يربط بين الأجيال بما يجعل مسيرة الخير متصلة بين السلف والخلف.
لقد أمر الشارع بالمحافظة على حق الوالدين في البر بأقوى أسلوب الطلب أمرا ونهيا، بل توعد من يهمل هذا الحق من الأبناء بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة ولم يترك ثغرة يمكن أن تكون مسوغا أمام الأبناء لتضييع حق آبائهم في البر أو إهماله لأي سبب من الأسباب كقسوة الوالدين أو حتى مخالفتهما لولدهما في دين الإسلام ومجاهدتهما له على أن يشرك بالله-عز وجل-ومع ذلك فإن التشريع يقرر لهما حق البر والمعاملة بالمعروف وحسن القيام بواجباتهما،
لقول الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً )(لقمان15) ،
فرغم أن الشرك بالله جريمة جسيمة لا يقبلها الله من أحد ولا يغفرها لأحد،
كما قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) “النساء116" .
وقد يجد العقل في تلك الجريمة مبررا لإنكار حقوق الوالدين في البر بهما أو معاملتهما معاملة غير طيبة،
خاصة إذا اقترن شركهما بالله بمحاولة ثني ولدهما عن الإيمان بالقوة كما جاء في قول الله تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا) (لقمان15)
،إلا أن التشريع الإسلامي مع ذلك يحفظ لهما حق الاحترام والمعاملة الطيبة .لكنه يأمر الابن بعدم طاعتهما في أمر الإشراك بالله تعالى الذي يأمرانه به فقط،مع استمرار المعاملة الطيبة الكريمة لهما والصحبة الطيبة ومن ثم لم يدع التشريع الإسلامي أمام الابن أي مسوغ لإهدار حق الوالدين في البر بهما.
وإنه بالرغم من أن الأم تقاسم الأب مفردات حق البر المقرر لهما معا في التشريع الإسلامي،إلا أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قد اختصا الأم بقدر أوفى وأكبر من البر، بل والاهتمام الذي يجب أن تلقاه من أبنائها،لقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يسأله عن أحق الناس بصحبته،(قال صلى الله عليه وسلم أمك ،قال: ثم من؟ ،قال أمك،قال ثم من؟ قال أمك ، قال ثم من؟ قال أبوك)،
وهذا المعنى يدل على أن للأم (أي المرأة) قدرا من البر والاهتمام زائدا عن حق الأب بسبب ما لاقته الأم من معاناة الحمل والولادة والإرضاع والسهر على رعاية ولدها وتربيته، حيث إن الأبناء لم يشعروا بهذه المتاعب لأن معظمها قد حصل والولد صغير لم يميز بل وربما لم يدرك ما قدمته الأم له خلال هذه المرحلة من عمره فكانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الوجه تذكيرا للولد بالذي مضى من فضل أمه حين وصل الولد إلى مرحلة التكليف وليس هناك ما يدل على أهمية حق الأمومة ومنزلته في الإسلام من ما رواه طلحة بن معاوية السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت يارسول الله إنى أريد الجهاد،
قال:"أأمك حية؟" قلت نعم ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الزم رجلها فثم الجنة"، حيث يدلنا هذا الحديث على أن حق الأم في البر والقيام بواجبها يقدم على واجب الجهاد وهو حق عام يتعلق بحماية المصالح الرئيسية للمجتمع في مواجهة اعتداء وقع عليه من عدو.
لقد بلغ هذا الحديث بحق الأم مبلغا لا يطاول حين جعل هذا الحق مقدما على الجهاد، وحين جعل الجنة عند أقدام الأمهات،ولاشك أن ترجمة هذا الحق إلى سلوك في حياة الابن يقتضى القيام نحو الأم بكل ما يحقق رضاها، ويضمن لها حياة كريمة ومعاملة طيبة
ومن هذا الحديث يمكننا أن نستدل على أن الأم في الإسلام مفضلة على الأب، فقد روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت:قدمت أمي وهى مشركة ، فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم،
فقلت :إن أمي قدمت(جاءت) إلي، وهى راغبة(في برى) أفأصلها؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نعم صلى أمك".فالرسول الكامل العظيم،رسول الرحمة يأمرها أن تصل أمها ،مع أن الأم مشركة لاتدين بالإسلام(2). فالله تعالى يوصى بالوالدين عامة، والأم خاصة،
وقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً)"سورة الأحقاف الآية15"
ILIYASSOU- عضو مبتدئ
- عدد المساهمات : 77
عدد النقاط : 109
تاريخ التسجيل : 10/02/2012
رد: حقوق الأم في الشريعة الإسلامية
جزاك الله يااخي الكريم
requin-blanc- عضو بارز
- عدد المساهمات : 1010
عدد النقاط : 1038
تاريخ التسجيل : 02/02/2012
رد: حقوق الأم في الشريعة الإسلامية
جزاك الله يااخي الكريم
papa-loup- عضو
- عدد المساهمات : 174
عدد النقاط : 172
تاريخ التسجيل : 06/02/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى